علاج الرجفان الأذيني

يتميز الرجفان الأذيني بتسارع في نبضات القلب وعدم انتظامها، إذ أنّه في الوضع الطبيعي يكون معدل ضربات القلب منتظمًا ويتراوح بين 60 – 100 نبضة في الدقيقة أثناء الراحة، ولكن في حالات الرجفان الأّيني قد تتعدى نبضات القلب 140 نبضة بالدقيقة.[1] يحدث الرجفان الأذيني عندما تبدأ نبضات كهربائية غير طبيعية في الاندفاع فجأة في الأذينين (الغرف العلوية للقلب) مما قد يؤدي إلى انقباضها بشكل عشوائي وفي بعض الأحيان بسرعة كبيرة بحيث لا تتمكن عضلة القلب من الاسترخاء بشكل صحيح بين الانقباضات، وهذا يقلل من كفاءة القلب وأدائه ويسبب معدل نبض غير منتظم،[1] وفي هذا المقال سيحدثنا الدكتور إسلام خضر أبو سيدو استشاري أمراض القلب والشرايين عن طرق علاج الرجفان الأذيني.

علاج الرجفان الأذيني

يهدف علاج الرجفان الأذيني على إعادة ضبط ضربات القلب والسيطرة عليها والوقاية من المضاعفات التي قد تُرافقها كالجلطات الدموية.[2]

ويعتمد العلاج بشكلٍ عام على:[2]

• مدة الإصابة بالرجفان الأذيني.
• الأعراض التي يُعاني منها الشخص.
• سبب عدم انتظام ضربات القلب.

العلاج بالأدوية

بناءً على الأعراض التي يُعاني منها المُصاب من المرجح أن يصف الطبيب أولاً الأدوية لمعرفة ما إذا كانت مفيدة في السيطرة على الأعراض أم لا.[3]

قد تشمل أدوية علاج الرجفان الأذيني ما يلي:[3]

• الأدوية التي تساعد على السيطرة على معدل نبضات القلب لمنع البطينين من الضرب بسرعة كبيرة، تشمل:
  • الديجوكسين (Digoxin).
  • الميتوبرولول (Metoprolol).
  • فيراباميل (Verapamil).
  • ديلتيازيم (Diltiazem).

• أدوية تساعد على التحكم في إيقاع القلب تشمل الأمثلة عليها:
  • أميودارون (Amiodarone).
  • ديسوبيراميد (Disopyramide).
  • بروبافينون (Propafenone).
  •  أو سوتالول (ٍSotalol).
• مميعات الدم والتي تساعد على تقليل خطر جلطات الدم والسكتة الدماغية، ومنها:

الوارفارين (Warfarin) أو بدائل الوارفارين أو الأسبرين (Aspirin).

قد تؤدي هذه الأدوية للعديد من الآثار الجانبية ولكن يجب معرفة بأنّ فوائد تناول هذه الأدوية تفوق مخاطرها، لذلك من المهم مناقشة جميع المخاطر والآثار الجانبية مع الطبيب.

تغييرات نمط الحياة

إلى جانب تناول الأدوية، قد يوصي الطبيب بإجراء العديد من تغييرات نمط الحياة  للسيطرة على الأعراض وتقليل خطر المضاعفات وذلك كما يلي:[6]

• اتباع نظام غذائي صحي قليل الدهون وغني بالفاكهة والخضروات.
• ممارسة التمارين الرياضية بانتظام، من خلال المشي السريع لمدة نصف ساعة كل يوم وغيره من الأنشطة.
• الإقلاع عن التدخين.
• السيطرة على أعراض ارتفاع ضغط الدم من خلال التقليل من تناول الملح والسيطرة على التوتر.
• تحسين مستويات الكوليسترول، عن طريق الإكثار من الألياف واستبدال الدهون المشبعة (الزبدة والوجبات الجاهزة) بالدهون غير المشبعة مثل زيت الزيتون والأسماك الزيتية كالسلمون.
• مراقبة مستويات السكر في الدم والحرص على بقائها ضمن المعدلات الطبيعية خاصًة للأشخاص الذين يُعانون من مرض السكري.

العلاج من خلال تقويم نظم القلب

قد يوصي الطبيب بعلاج الرجفان الأذيني من خلال تقويم نظم القلب في بعض الحالات خاصًّة إذا كانت الأعراض مزعجة أو إذا كانت هذه هي النوبة الأولى من الرجفان الأذيني، وغالبًا ما يتم ذلك في المستشفى وتحت إشراف الطبيب.[2]

يمكن إجراء تقويم نظم القلب بطريقتين:[2] [5]

تقويم نظم القلب بواسطة الصدمة الكهربائية

تتضمن وضع أقطاب على صدر المريض وإرسال صدمات كهربائية عبرها لإعادة ضبط نظم القلب.

تقويم نظم القلب بواسطة الأدوية

 تُستخدم أدوية معينة تعطى إما من خلال الوريد أو الفم لإعادة ضبط نظم القلب.

بعد تقويم نظم القلب كهربيًا، قد يوصي الطبيب باستخدام أدوية بهدف التحكم في نظم القلب مدى الحياة وذلك للمساعدة على الوقاية من تكرار نوبات الرجفان الأذيني مستقبلاً.

الإجراءات الطبية أو الجراحة

إذا لم تنجح العلاجات السابقة في السيطرة على الأعراض فقد يوصي الطبيب بالإجراءات الطبية والتي تشمل ما يلي:

الاستئصال القسطري

يُساعد هذا الإجراء على تدمير الأنسجة التي تسبب عدم انتظام ضربات القلب، ويمكن أن يستغرق أقل من 15 دقيقة أو قد يستغرق ما يصل إلى 3 أو 4 ساعات.[8]

وفي الواقع قد لا يكون الاستئصال ناجحًا دائمًا، وقد يكون خطر تكرار الرجفان الأذيني أعلى في الأسابيع القليلة الأولى بعد الإجراء، وإذا حدث ذلك فقد يوصي الطبيب بتكرار هذا الإجراء.[7]

جهاز تنظيم ضربات القلب

وهو جهاز صغير يُزرع عادةً في الصدر تحديدًا أسفل عظمة الترقوة مباشرةً، قد يتم تركيبه أثناء عملية الاستئصال القسطري للتأكد من أن القلب ينبض بشكل صحيح بمجرد تدمير الأنسجة المسببة للمشاكل، وغالبًا ما يوصى به في حالات استئصال العقدة الأذينية البطينية.[2] [7]

سيكون هناك حاجة لتناول مميعات الدم في حال تركيب هذا الجهاز.[7]

إجراء المتاهة

خلال هذا الإجراء يقوم الطبيب بإجراء قطع في عدة أماكن معينة لإنشاء نمط من النسيج الندبي، وهذا يُساعد بدوره على منع مرور الإشارات الكهربائية الشاردة عبر الندبات مما يُساعد على الوقاية من نوبات الرجفان الأذيني.[9]

هل يمكن علاج الرجفان الأذيني بشكلٍ تامّ؟

مع الالتزام بتعليمات الطبيب واتباع الخطة العلاجية المناسبة يُمكن السيطرة على الأعراض بشكلٍ كبير، وعادًة ما يعتمد مسار نجاح العلاج على السبب الكامن وراء الرجفان الأذيني، وشدة الأعراض، والصحة العامة للمريض. [4]

في بعض الحالات قد تزول هذه المشكلة من تلقاء نفسها، ولكنها من الشائع أن تكون مشكلة مزمنة (طويلة الأمد) وتتطلب العناية المستمرة.[4]

ماذا يحدث في حال عدم علاج الرجفان الأذيني؟

لا تعتبر حالة الرجفان الأذيني حالة خطيرة عادًة ولكن إذا لم يتم علاجها، يمكن أن تؤدي إلى حدوث سكتة دماغية ومضاعفات طبية خطيرة أخرى، لهذا السبب من المهم معرفة الأعراض ومراجعة الطبيب للحصول على المشورة والعلاج الصحيح.[3]

من هو الأكثر عرضة للإصابة بالرجفان الأذيني؟

يمكن أن يُصاب أي شخص بالرجفان الأذيني، ولكن هناك بعض العوامل التي تزيد من خطر الإصابة به ومنها:[10]

• التقدم بالعمر حيثُ يزداد خطر الإصابة بالرجفان الأذيني مع التقدم في السن، خاصة للأشخاص الأكبر 65 عامًا.
• العامل الوراثي حيثُ يُمكن أن يزداد خطر الإصابة في حال كان أحد أفراد العائلة من الدرجة الأولى (الأب، الأم، الأخ) مُصابًا بالرجفان الأذيني.
• التدخين أو شرب الكحول.
• الإصابة ببعض الحالات الصحية، مثل:
  • ارتفاع ضغط الدم.
  • السكري.
  • السكتة القلبية.
  • أمراض صمامات القلب.

• السمنة.
• فرط نشاط الغدة الدرقية.
• فشل كلوي مزمن.
• مرض الانسداد الرئوي المزمن وأمراض الرئة الأخرى.
• توقف التنفس أثناء النوم.

لا تتردد في حجز موعدك مع عيادة الدكتور اسلام خضر أبو سيدو

المصادر:

1. Atrial fibrillation – Illnesses & conditions | NHS inform. (2023, May 17). NHS Inform. https://www.nhsinform.scot/illnesses-and-conditions/heart-and-blood-vessels/conditions/atrial-fibrillation/
2. Atrial fibrillation – Diagnosis and treatment – Mayo Clinic. (2023, July 26). https://www.mayoclinic.org/diseases-conditions/atrial-fibrillation/diagnosis-treatment/drc-20350630
3. Professional, C. C. M. (n.d.). Atrial Fibrillation (Afib). Cleveland Clinic. https://my.clevelandclinic.org/health/diseases/16765-atrial-fibrillation-afib#management-and-treatment
4. What Are the Treatments for AFib? (2016, November 21). WebMD. https://www.webmd.com/heart-disease/atrial-fibrillation/atrial-fibrillation-treatment#1-3
5. Website, N. (2023, March 17). Treatment. nhs.uk. https://www.nhs.uk/conditions/atrial-fibrillation/treatment/
6. Atrial fibrillation (AF) : causes, symptoms and treatments. (n.d.). British Heart Foundation. https://www.bhf.org.uk/informationsupport/conditions/atrial-fibrillation#heading5
7. Treatment | NHLBI, NIH. (2022, November 30). NHLBI, NIH. https://www.nhlbi.nih.gov/health/atrial-fibrillation/treatment
8. Treatment. (n.d.). HSE.ie. https://www2.hse.ie/conditions/atrial-fibrillation/treatment/
9. What Is Afib? (2023, April 28). Johns Hopkins Medicine. https://www.hopkinsmedicine.org/health/conditions-and-diseases/atrial-fibrillation
10. Atrial Fibrillation. (n.d.). AFib | MedlinePlus. https://medlineplus.gov/atrialfibrillation.html