مرض القلب الروماتيزمي

مرض القلب الروماتيزمي

مرض القلب الروماتيزمي هو واحد من الأمراض التي تؤثر على القلب والأوعية الدموية، بسبب بكتيريا معينة تسمى بكتيريا البيتا هيموليتيكا ستريبتوكوكوس والتي تسبب التهاب الحلق البلعومي.

وعلى الرغم من أن مرض القلب الروماتيزمي أصبح نادرًا في الدول المتقدمة، إلا أنه يظل مشكلة صحية هامة في الدول النامية ويمكن أن يؤدي إلى مضاعفات خطيرة مثل التهاب القلب، وتلف الصمامات، وفشل القلب. 

في هذا المقال، يقدم الدكتور إسلام أبو سيدو أخصائي قلب وأوعية دموية نظرة شاملة حول مرض القلب الروماتيزمي، من أسبابه وعلاماته، إلى طرق الوقاية والعلاج المتاحة، لنساعد في فهم هذا المرض وتعزيز الوعي حوله.

مرض القلب الروماتيزمي

ينتج مرض القلب الروماتيزمي عن الحمى الروماتيزمية والذي يصنف كمرض التهابي يمكن أن يؤثر على العديد من الأنسجة الضامة، خاصة في القلب أو المفاصل أو الجلد أو الدماغ.

يمكن أن تلتهب صمامات القلب وتندب بمرور الوقت، وهذا بدوره يؤدي إلى تضييق أو تسرب صمام القلب وبالتالي يجعل من الصعب على القلب أن يعمل بشكل طبيعي، مما يؤدي لتلف دائم في صمام القلب ومشاكل صحية خطيرة.

أمراض القلب المرتبطة بالحمى الروماتيزمية؟

وتشمل ما يلي:

  • مرض صمام القلب.
  • التهاب التامور.
  • التهاب الشغاف.
  • كتلة القلب أو الورم المخاطي.

من هو المعرض لخطر الإصابة بمرض القلب الروماتيزمي؟

غالبًا ما تحدث الحمى الروماتيزمية في أي عمر ولكنها تصيب في معظم الحالات ما يلي:

  • الأطفال الذين تتراوح أعمارهم ما بين 5 – 15 عامًا.
  • الأطفال الذين يصابون بالتهابات الحلق المتكررة.
  • الذين يعيشون في بلدان منخفضة ومتوسطة الدخل لايستطيعون الحصول على الرعاية الطبية أو المضادات الحيوية المناسبة.
  • الذين يعيشون في مناطق مكتظة وفقيرة.

أعراض مرض القلب الروماتيزمي

تعد الحمى الروماتيزمية هي العرض الشائع لمرض القلب الروماتيزمي حيث أنها تبدأ عادةً بعد مرور 1- 6 أسابيع من نوبة التهاب الحلق، وفي حالات أخرى قد لا تظهر إلا بعد مرور سنوات على الإصابة بالحمى الروماتيزمية أو المكورات العقدية.

ولكن يجدر التنويه أنه في بعض الحالات قد تكون العدوى خفيفة جدًا بحيث لا يمكن التعرف عليها، وفي حالات أخرى قد ترافقها أعراض، مثل:

  • الحمى.
  • التورم.
  • الضعف.
  • ألم الصدر.
  • ضيق التنفس.
  • ظهور كتل تحت الجلد وتسمى بالعقيدات.
  • حركات غير منضبطة للذراعين أو الساقين أو عضلات الوجه.
  • طفح جلدي أحمر يشبه الشبكة وغالبًا ما يظهر على الصدر والظهر والبطن.
  • مفاصل منتفخة ومؤلمة جدًا وحمراء وغالبًا ما تكن في كثير من الأحيان في الركبتين والكاحلين.

اقرأ أيضًا: مرض القلب

طرق تشخيص مرض القلب الروماتيزمي

غالبًا ما يوصي الطبيب بإجراء الفحوصات التالية، والتي تشمل:

الفحص البدني

يقوم الطبيب في البداية بمراجعة التاريخ الطبي للمريض وخاصة أي تاريخ للإصابة بالحمى أو الالتهابات البكتيرية، بالإضافة إلى تقييم الأعراض الظاهرة على المريض.

اختبارات الدم

للتحقق من الالتهاب أو الاستجابة المناعية العالية أو العدوى التي قد تشير إلى مرض القلب الروماتيزمي.

مخطط صدى القلب

للعثور على أي صمامات في القلب متسربة أو ضيقة، حيث أنه يعد من أهم الاختبارات لتشخيص مشاكل صمامات القلب.

مخطط كهربية القلب

وهو اختبار يساعد على فحص النشاط الكهربائي للقلب بالإضافة إلى فحص نبضات القلب.

الأشعة السينية للصدر

يمكن من خلال الأشعة السينية فحص الصدر والرئتين ومعرفة ما إذا كان الشخص مصاب بتضخم القلب.

التصوير بالرنين المغناطيسي

يساعد التصوير بالرنين المغناطيسي على توفير صور تفصيلية للقلب ويمكن استخدامه للحصول على نظرة أكثر دقة على صمامات القلب وعضلة القلب.

كيف يتم علاج مرض القلب الروماتيزمي؟

لا يوجد علاج نهائي لأمراض القلب الروماتيزمية، حيث أن تلف صمامات القلب غالبًا ما يكون دائم.

ولكن بشكل عام قد يوصي الطبيب بما يلي:

الأدوية

يوصي الطبيب بالعلاجات التالية:

  • الأدوية التي تساعد على التحكم في ضربات القلب غير الطبيعية.
  • مضادات التخثر للتقليل من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية أو جلطات الدم.

الجراحة

يحتاج الأشخاص المصابين بمرض القلب الروماتيزمي الشديد إلى جراحة صمام القلب لإصلاح أو استبدال صمامات القلب التالفة.

وتسمى عملية إصلاح صمامات القلب برأب الصمام البالوني، يقوم الطبيب من خلالها:

  • إدخال قسطرة وهو أنبوب مرن ورفيع في شق صغير في الساق أو الصدر.
  • يتم تمرير بالون مفرغ من الهواء عبر القسطرة إلى صمام القلب التالف.
  • ينفخ البالون داخل الصمام، ويتم فتحه للمساعدة في تحسين تدفق الدم.

اقرأ أيضًا: تعليمات بعد قسطرة القلب

الرعاية الطبية المستمرة لمرض القلب الروماتيزمي

إذا كان الشخص يعاني من مرض القلب الروماتيزمي فسيحتاج إلى إجراء فحوصات منتظمة باستمرار مع طبيب القلب وطبيب الأسنان وذلك لتقليل خطر الإصابة بالتهابات القلب.

لذلك من الأفضل زيارة الطبيب بانتظام كل 3 – 4 أسابيع.

ما مضاعفات مرض القلب الروماتيزمي؟

يؤدي مرض القلب الروماتيزمي إلى بعض مضاعفات تشمل أمراض القلب، مثل:

السكتة القلبية

وهذا يحدث بسبب ضيق شديد في صمام القلب.

التهاب الشغاف البكتيري

عبارة عن عدوى تصيب البطانة الداخلية للقلب، وقد يحدث بعد الإصابة بالحمى الروماتيزمية التي تلحق الضرر بصمامات القلب.

تمزق صمام القلب

وهي حالة طبية طارئة، وغالبًا ما تستدعي عملية جراحية لاستبدال أو إصلاح صمام القلب.

هل يمكن الوقاية من مرض القلب الروماتيزمي؟

بما أن مرض القلب الروماتيزمي ينتج عن الحمى الروماتيزمية فإن الاستراتيجية المهمة هي منع حدوثها، وذلك من خلال تناول المضادات الحيوية المناسبة لعلاج التهابات الحلق.

وبمجرد أن يعرف المريض بإصابته بالحمى الروماتيزمية من المهم منع حدوث عدوى إضافية تسمى المكورات العقدية حيث أنها تسبب نوبة أخرى من الحمى الروماتيزمية وتلفًا إضافيًا لصمامات القلب.

وتتمثل استراتيجية الوقاية من المكورات العقدية علاج المريض بالمضادات الحيوية على مدى فترة طويلة من الزمن. 

ما هي التوقعات بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من مرض القلب الروماتيزمي؟

يمكن للأشخاص الذين يعانون من مرض القلب الروماتيزمي الذي تتم إدارته بشكل جيد الإستمتاع بنوعية حياة عالية، حيث أن العلاجات الصحيحة قد تؤخر أو تمنع فشل القلب.

لكن يجدر التنويه أن المرض دائم ويتطلب رعاية طويلة الأمد.

كيف يؤثر مرض القلب الروماتيزمي على الحوامل؟

يعد مرض القلب الروماتيزمي خطير بشكل خاص على النساء الحوامل، حيث أنه خلال فترة الحمل يزيد الحمل من كمية الدم في الجسم، وهذا يؤدي لعمل القلب بجهد أكبر لضخ الدم الزائد، وهذا بدوره يؤثر على صحة الحامل والجنين.

في ختام هذا المقال، يظل مرض القلب الروماتيزمي تحديًا صحيًا يتطلب الاهتمام والوعي المجتمعي للحد من انتشاره ومضاعفاته المحتملة. رغم أنه قد أصبح نادرًا في بعض المناطق، فإنه لا يزال يشكل تهديدًا خطيرًا في الدول النامية.

الوقاية من مرض القلب الروماتيزمي يعد أفضل من علاجه، ولذا يجب التركيز على مكافحة العدوى الحلقية البلعومية والبحث السريع عن العلاج المناسب في حال الاشتباه بالإصابة به. من خلال التثقيف الصحي والوعي المجتمعي، يمكننا تقليل مخاطر هذا المرض وضمان صحة ورفاهية الأجيال القادمة.

المصادر:

  1. Rheumatic heart disease. (2024, March 12). Johns Hopkins Medicine. https://www.hopkinsmedicine.org/health/conditions-and-diseases/rheumatic-heart-disease
  2. World Health Organization: WHO. (2020, November 6). Rheumatic heart disease. https://www.who.int/news-room/fact-sheets/detail/rheumatic-heart-disease
  3. Professional, C. C. M. (n.d.-y). Rheumatic heart disease. Cleveland Clinic. https://my.clevelandclinic.org/health/diseases/21485-rheumatic-heart-disease
  4. Rheumatic heart disease. (n.d.). Heart and Stroke Foundation of Canada. https://www.heartandstroke.ca/heart-disease/conditions/rheumatic-heart-disease
  5. Healthdirect Australia. (n.d.-c). Rheumatic heart disease. Healthdirect. https://www.healthdirect.gov.au/rheumatic-heart-disease
  6. Rheumatic Heart Disease – Health Encyclopedia – University of Rochester Medical Center. (n.d.). https://www.urmc.rochester.edu/encyclopedia/content.aspx?ContentTypeID=85&ContentID=P00239
Tags: No tags

Comments are closed.