متلازمة القلب المكسور

متلازمة القلب المكسور، والمعروفة أيضًا باعتلال تاكوتسوبو القلبي، هي حالة طبية تنتج عن حدث عاطفي مفاجئ ومؤلم مثل الحزن الشديد، أو الصدمة، أو الفقدان. 

يمكن أن تسبب هذه الأحداث العاطفية الشديدة إفراز هرمونات تؤثر على عمل القلب، مما يؤدي في بعض الأحيان إلى ضعف القلب وظهور أعراض مشابهة لتلك التي يعاني منها الأشخاص الذين يعانون من أمراض قلبية حقيقية.

في هذا المقال، يوضح الدكتور إسلام أبو سيدو أخصائي قلب وأوعية دموية أسباب وعوامل خطر متلازمة القلب المكسور، بالإضافة إلى الأعراض والتشخيص وخيارات العلاج المتاحة. 

متلازمة القلب المكسور: ما هي؟

متلازمة القلب المكسور

متلازمة القلب المكسور عبارة عن حالة طبية تتميز بضعف وتشوه في وظيفة القلب، نتيجة التعرض لتجربة عاطفية مؤلمة أو صدمة نفسية أو مواقف مثيرة للتوتر ومشاعر شديدة الحزن.

يُعتقد أن هذه التجارب العاطفية القوية تؤثر على القلب بشكل مباشر، مما يؤدي إلى ضعف عضلة القلب وانخفاض قدرتها على ضخ الدم بشكل فعال.

وعلى الرغم من أن متلازمة القلب المنكسر غالبًا ما تكون مؤقتة وتتحسن تلقائيًا مع مرور الوقت، فإنها قد تتطلب رعاية طبية عاجلة في بعض الحالات. 

أعراض متلازمة القلب المكسور

تتشابه أعراض متلازمة القلب المكسور مع أعراض النوبة القلبية حيث أن المريض قد يشعر بأعراضها في غضون دقائق إلى ساعات بعد الحدث المجهد، وقد تشمل الأعراض ما يلي:

  • ألم مفاجئ وشديد في الصدر.
  • ضيق التنفس.
  • عدم انتظام ضربات القلب.
  • انخفاض ضغط الدم.
  • خفقان القلب.
  • الإغماء.

اقرأ أيضًا: أهم اعراض الجلطة القلبية.

أسباب وعوامل الخطورة

لا يُعرف بشكل واضح السبب الدقيق للإصابة بمتلازمة القلب المكسور، ولكنه يُعتقد:

  • أن زيادة هرمونات التوتر مثل: الأدرينالين قد تلحق ضررًا بالقلب لفترة قصيرة لدى بعض الأشخاص.

ومع ذلك لا يتضح بدقة طبيعة الضرر التي قد تسببه هذه الهرمونات للقلب، أو ما إذا كان هناك شيء آخر يسبب ذلك.

  • من الوارد أن يكون للانضغاط المؤقت في شرايين القلب الكبيرة أو الصغيرة دور في الإصابة بمتلازمة القلب المكسور.
  • غالبًا ما يسبق متلازمة القلب المكسور حدث بدني أو عاطفي فأي شيء ينتج عنه رد فعل جسدي أو عاطفي قوي قد يسبب حدوث هذه الحالة، ومن الأمثلة على ذلك:
    • المرض المفاجئ، مثل: نوبات الربو أو كوفيد 19.
    • الخضوع لعملية جراحية كبيرة.
    • التعرض لكسر مفاجئ في العظام.
    • وفاة شخص عزيز أو الفقد بشكل عام.
    • الخوض في جدال حاد ومزعج.
    • الخوف الشديد.
    • الغضب الشديد.
  • في حالات نادرة قد تنتج الإصابة بمتلازمة القلب المكسور عن استخدام أدوية معينة، مثل:
    • الأدوية المستخدمة للحساسية الشديدة أو نوبات الربو الحادة.
    • الأدوية المستخدمة في علاج القلق.
    • الأدوية المستخدمة لعلاج احتقان الأنف.
    • العقاقير غير المشروعة، مثل: الميثامفيتامين والكوكايين.

أما بالنسبة لعوامل الخطر التي تزيد من خطر الإصابة بمتلازمة القلب المكسور، فهي كما يلي:

  • الجنس: تعد هذه المتلازمة أكثر شيوعًا لدى النساء مقارنةً بالرجال.
  • العمر: تحدث هذه المتلازمة للأشخاص الذين تتجاوز أعمارهم 50 عامًا.
  • مشكلات الصحة العقلية: يعد الأشخاص المصابين بالقلق أو الاكتئاب أكثر عرضة للإصابة بـ متلازمة القلب المكسور.

اقرأ أيضًا: ارتفاع ضغط الدم.

كيف يقوم الطبيب بتشخيص الحالة؟

يوصي الطبيب بإجراء بعض الفحوصات، والتي تشمل:

  • الفحص البدني

يقوم الطبيب بإجراء الفحص البدني، وسؤال المريض عن الأعراض التي يعاني منها، وما إذا كان قد تعرض لأي أحداث كبيرة أو ضغوط مؤخرًا.

  • تحاليل الدم

حيث يكون لدى الأشخاص الذين يعانون من هذه الحالة مستويات أعلى من إنزيمات القلب في الدم.

  • مخطط كهربية القلب (ECG or EKG)

يساعد هذا الاختبار على قياس النشاط الكهربائي للقلب، ومدى سرعة ضربات القلب أو بطئها.

وغالبًا ما تكون نتائج مخطط كهربية القلب لفحص متلازمة القلب المكسور مختلفة عن نتائج فحص النوبة القلبية.

  • تصوير الأوعية التاجية من خلال المنظار

يستخدم هذا الاختبار للكشف ما إذا كانت توجد انسدادات في شرايين القلب أم لا، بالإضافة إلى أنه يساعد على استبعاد الإصابة بالنوبة القلبية.

ويتم ذلك من خلال إدخال أنبوب قسطرة طويل ورفيع ومرن في أحد الأوعية الدموية، ويتم توجيهه نحو القلب لرؤية ما إذا كانت الأعراض ناتجة عن متلازمة القلب المنكسر أم لا. 

  • مخطط صدى القلب

يستخدم هذا الاختبار الموجات الصوتية لتكوين صور للقلب أثناء نبضه، ويظهر أيضًا كيفية تدفق الدم عبر القلب وصماماته.

بالإضافة إلى ذلك يمكن الكشف عما إذا كان القلب قد تضخم أو اتخذ شكلًا غير طبيعي، حيث أن هذه التغيرات قد تكون بسبب متلازمة القلب المكسور.

  • التصوير بالرنين المغناطيسي

يتم تصوير القلب بالرنين المغناطيسي لتكوين صور مفصلة للقلب.

علاج متلازمة القلب المكسور

على الرغم من أنه لا يوجد علاج لمتلازمة القلب المكسور إلا أن معظم الأشخاص يتعافون خلال 4 – 6 أسابيع.

في بعض الحالات قد يوصي الطبيب ببعض العلاجات لمنع تكرار الحالة، وتشمل العلاجات ما يلي:

  • الأدوية

يمكن وصف الأدوية لتقليل الضغط عن القلب خاصة بعد إصابته بمتلازمة القلب المنكسر، بالإضافة إلى أن هذه الأدوية تساعد في تخفيف الأعراض والوقاية من الإصابة بها مرةً أخرى.

وتشمل الأمثلة:

  • الأسبرين (Aspirin) لتحسين الدورة الدموية ومنع تجلط الدم.
  • مثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين (ACE) أو حاصرات مستقبلات الأنجيوتنسين (ARBs) لخفض ضغط الدم.
  • حاصرات بيتا (Beta blocker) لإبطاء معدل ضربات القلب.
  • مدرات البول لتقليل تراكم السوائل.
  • الإجراءات الأخرى

لا تجدي الإجراءات والجراحات التي تستخدم لعلاج النوبات القلبية نفعًا في علاج متلازمة القلب المكسور.

حيث أن هذه العلاجات تستخدم لفتح الشرايين المسدودة، والشرايين المسدودة لا تسبب متلازمة القلب المكسور.

مضاعفات عدم علاج متلازمة القلب المكسور

يتعافى معظم المصابين بمتلازمة القلب المكسور بسرعة وغالبًا لا يوجد آثار طويلة المدى، ولكن في حال عادت  فقد ينشأ عنها مضاعفات، مثل:

  • اعتلال تاكوتسوبو المتكرر لعضلة القلب.
  • تجمع السوائل في الرئتين.
  • تمزق البطين الأيسر من القلب.
  • انخفاض ضغط الدم.
  • عدم انتظام ضربات القلب.
  • فشل القلب.
  • تشكل جلطات دموية في القلب. 

كيف تختلف متلازمة القلب المكسور عن النوبة القلبية؟

تحدث النوبة القلبية بسبب حدوث انسداد كامل أو شبه كامل لاحدى شرايين القلب، أما في حالة متلازمة القلب المكسور لا تكون الشرايين مسدودة ولكن كمية الدم المتدفقة إليها قليلة.

هل يمكن الإصابة بـ متلازمة القلب المكسور مرةً أخرى؟

تشير الدراسات إلى أن الشخص الذي يعاني من متلازمة القلب المكسور لن يعاني على الأرجح من المزيد من النوبات.

حيث أنه وجد أن غالبية المرضى لم يعانون من نوبة ثانية، وقد تكررت بنسبة 5% فقط لدى البعض الآخر.

هل تعتبر هذه الالحالة خطيرة؟

لا، حيث أن التغيرات التي تطرأ على القلب عند الإصابة بالمتلازمة يمكن أن تختفي خلال 

1 – 4 أسابيع، والتعافي التام منها يكون خلال شهرين.

ولكن في حالات نادرة، إذا استمرت هذه التغيرات مع ظهور أعراض تشير إلى قصور القلب فقد تسبب متلازمة القلب المنكسر الوفاة.

هل يمكن الوقاية من الإصابة بمتلازمة القلب المكسور؟

لا توجد طرق معروفة للوقاية من هذه المتلازمة، ولكن يمكن تعلم طرق للسيطرة على التوتر والقدرة على حل المشكلات دون وجود إرهاق جسدي وعاطفي.

وتشمل الأمثلة ما يلي:

  • ممارسة بعض تقنيات الاسترخاء، مثل:
    • التأمل.
    • اليوغا.
    • اليقظة الذهنية.
  • الانضمام إلى مجموعات دعم للتحدث عن التوتر الذي تعاني منه وتعلم مهارات للتأقلم وإدارة التوتر.
  • اتباع نظام غذائي وصحي، مع الحرص على ممارسة الرياضة بانتظام على الأقل 5 مرات في الأسبوع.
  • الحرص على النوم جيدًا، أي ما لا يقل عن 7 – 9 ساعات من النوم كل ليلة.
  • الابتعاد عن التدخين، أو استهلاك الكحول، أو العقاقير.

المصادر:

  1. Broken heart syndrome – Symptoms and causes – Mayo Clinic. (2023, November 11). Mayo Clinic. https://www.mayoclinic.org/diseases-conditions/broken-heart-syndrome/symptoms-causes/syc-20354617
  2. Professional, C. C. M. (n.d.-c). Broken heart syndrome. Cleveland Clinic. https://my.clevelandclinic.org/health/diseases/17857-broken-heart-syndrome
  3. Broken heart syndrome. (2021, October 16). Johns Hopkins Medicine. https://www.hopkinsmedicine.org/health/conditions-and-diseases/broken-heart-syndrome
  4. Harvard Health. (2023, June 13). Broken-heart syndrome (takotsubo cardiomyopathy). https://www.health.harvard.edu/heart-health/takotsubo-cardiomyopathy-broken-heart-syndrome
  5. DiLonardo, M. J. (2017, October 20). Broken heart syndrome. WebMD. https://www.webmd.com/heart-disease/can-you-die-broken-heart
Tags: No tags

Comments are closed.