التهاب التامور: أعراض أسباب وعلاج

التهاب التامور

التهاب التامور أو التهاب التأمور هو تهيّج وتوّرم الغشاء الذي يُحيط بالقلب والذي يُسمى التامور، وهو غشاء يتكون من طبقتين بينهما فراغ صغير يحتوي في الوضع الطبيعي على كمية قليلة من السوائل.[1] 

لكن في بعض الأحيان إذا حدث التهاب التامور تتكاثر كمية هذا السائل، وتسمى هذه الحالة الانصباب التأموري،[1] وسيوضح لنا في هذا المقال الدكتور إسلام خضر أبو سيدو استشاري أمراض القلب والشرايين كل ما يهمنا حول التهاب التامور.

اعراض التهاب التامور 

إن اعراض التهاب التامور عديدة، ولكن يعتبر ألم الصدر هو أكثرها شيوعًا، إذ عادةً ما يكون الألم حادًا أو يشبه الطعن، ولكن قد يشعر بعض الأشخاص بألم خفيف أو ألم يشبه الضغط في الصدر.[1]

غالبًا ما يبدأ الألم عادةً خلف عظم القص أو في الجانب الأيسر من الصدر، ويتميز بالآتي:[1]

  • يمتد إلى الكتف الأيسر والرقبة.
  • يزداد سوءًا عند السعال أو الاستلقاء أو عند أخذ نفس عميق.
  • يتحسن عند الوقوف أو الميل للأمام.

قد تشمل المؤشرات والأعراض الأخرى ما يلي:

  • السعال.
  • الإرهاق أو الشعور العام بالضعف أو التعب.
  • تورُّم الساق.
  • حُمَّى بسيطة.
  • خفقان القلب.
  • ضيق التنفس خاصًة عند الاستلقاء.
  • انتفاخ البطن.

أنواع التهاب التامور 

يوجد عدة أنواع لـ التهاب التامور وتشمل:[2]

  • التهاب التامور الحاد: تظهر أعراض هذا النوع بشكلٍ مفاجئ ولكنه لا يستمر أكثر من ثلاثة أسابيع، ومن الممكن أن تحدث نوبات في المستقبل، وقد تتشابه أعراضه مع الألم الناتج عن النوبة القلبية.
  • التهاب التامور المزمن: وهو الذي يستمر لمدة ثلاثة أشهر أو أكثر بعد النوبة الحادة الأولية.
  • التهاب التامور التضيقي: وهو شكل حاد من التهاب التامور حيث تتصلب الطبقات الملتهبة من التامور، وتتطور أنسجة ندبية، وتصبح سميكة وتلتصق ببعضها البعض.
  • المُعدي: يتطور نتيجة الإصابة بعدوى فيروسية أو بكتيرية أو فطرية أو طفيلية.
  • مجهول السبب: ويحدث دون سبب معروف.
  • الرضحي: يتطور نتيجة التعرّض لإصابة في الصدر، مثل حادث سيارة.
  • اليوريمي: يتطور نتيجة الفشل الكلوي.
  • الخبيث: ينجُم عن نمو سرطاني.

اقرأ أيضًا: تصلب الشرايين وارتفاع ضغط الدم

اسباب التهاب التامور

غالبًا ما يكون سبب هذه الحالة غير معروف، على الرغم من أن الالتهابات الفيروسية هي من الأسباب الشائعة، حيثُ قد يحدث التهاب التامور بعد إصابة الجهاز التنفسي أو الجهاز الهضمي.[3]

أمّا عن اسباب التهاب التامور الأخرى فهي قد تتضمن ما يلي:[3]

  • قد يكون التهاب التامور المزمن والمتكرر ناجمًا عن اضطرابات المناعة الذاتية، مثل الذئبة وتصلب الجلد والتهاب المفاصل الروماتويدي، حيثُ يقوم الجهاز المناعي للجسم بإنتاج أجسام مضادة تهاجم عن طريق الخطأ أنسجة الجسم أو خلاياه.
  • النوبة القلبية وجراحة القلب.
  • الفشل الكلوي.
  • السرطان.
  • السل.
  • الإصابات الناجمة عن الحوادث أو العلاج الإشعاعي.
  • أثر جانبي لأدوية معينة، مثل:
    • الفينيتوين (Phenytoin).
    • الوارفارين (Warfarin).
    • الهيبارين (Heparin).
    • البروكاييناميد (Procainamide).

التشخيص

بدايًة سيقوم الطبيب بالسؤال عن تاريخك الطبي، وتقييم الأعراض، وما الذي يبدو أنه يجعلها أسوأ، كما سيقوم بإجراء فحص بدني، يتضمن استخدام الطبيب للسماعة للبحث عن علامات وجود السوائل الزائدة.[4]

سوف يتأكد أيضًا من عدم وجود أصوات غير طبيعية ناجمة عن احتكاك التامور بالطبقة الخارجية للقلب.[4]

كما قد يوصي باختبارات أخرى تشمل ما يلي:[4]

  • الأشعة السينية على الصدر: والتي توضح شكل القلب والسوائل الزائدة المحتملة.
  • مخطط كهربية القلب (ECG): للتحقق من إيقاع القلب (نبضات القلب).
  • مخطط صدى القلب: لتقييم شكل وحجم القلب وما إذا كان هناك تراكم للسوائل.
  • الأشعة المقطعية والتصوير بالرنين المغناطيسي: والتي تعطي صورًا تفصيلية لتأمور القلب.
  • قسطرة القلب الأيمن: والتي تعطي معلومات حول ضغط الامتلاء في القلب.
  • اختبارات الدم: للبحث عن علامات الالتهاب.

اقرأ أيضًا: قسطرة القلب.

علاج التهاب التامور

يعتمد العلاج على المُسبب، ولكن في معظم الحالات، يكون الالتهاب خفيفًا ويختفي من تلقاء نفسه بعلاج بسيط، مثل الأدوية المضادة للالتهابات والراحة.

أمّا الخيارات العلاجية الأخرى فهي قد تشمل:[4]

العلاج الدوائي

غالبًا ما يصف الأطباء أدوية لتقليل الالتهاب والتورم، وتشمل الأمثلة ما يلي:

مسكّنات الألم

لتخفيف الألم الذي يُرافق هذه الحالة يمكن معالجته من خلال استخدام مسكّنات الألم دون وصفة طبية، مثل الأسبرين (Aspirin) أو الإيبوبروفين (Ibuprofen)، كما يمكن أيضًا استخدام مسكنات الألم القوية التي تُصرف بوصفة طبية.

كولشيسين (Colchicine)

يساعد هذا الدواء على تخفيف الالتهاب ويقلل بشكل فعال مدة الأعراض ويمنع تكرار التهاب التامور.

وينبغي عدم تناول هذا الدواء للأشخاص الذين يُعانون مرض في الكبد أو الكلى.

الكورتيزون

وهي أدوية قوية مضادة للالتهاب، ومن الأمثلة عليها البريدنيزون، قد يصفها الطبيب إذا لم تتحسن أعراض الالتهاب باستخدام الأدوية الأخرى، أو إذا استمرت الأعراض في العودة

المضادات الحيوية

إذا كان الشخص مُصابًا بعدوى بكتيرية، فقد يصف الطبيب المضادات الحيوية.

الجراحة

قد تكون الجراحة ضرورية لالتهاب التامور المتكرر الذي لا يستجيب للعلاجات الأخرى، حيثُ تشمل الخيارات الجراحية ما يلي:

  • بزل التامور: يتم خلاله إدخال قسطرة وهي أنبوب صغير في تجويف التامور لتصريف السوائل الزائدة، وقد يتم ترك الأنبوب داخله لعدة أيام
  • استئصال التامور: إذا أصبح التامور مُتصلبًّا ويسبب ضغطًا إضافيًا على القلب، فقد تتم إزالة الكيس بأكمله عن طريق الجراحة.

الوقاية

لا يوجد طريقة محددة للوقاية من التهاب التامور، ولكن هناك العديد من الطرق التي قد تكون فعّالة في الوقاية من الأعراض، ومنها:[1] 

  • تجنب الاختلاط بالأشخاص الذين يُعانون من أمراض فيروسية أو شبيهة بالأنفلونزا.
  • الالتزام بالعادات الصحية السليمة، مثل الحرص على غسل اليدين بانتظام.
  • الحصول على اللقاحات الموصى بها، مثل تلك التي تقي من فيروس كوفيد 19 والحصبة الألمانية والإنفلونزا، وهي أمراض قد تسبب التهاب العضلة القلبية.

مضاعفات التهاب التأمور

إذا لم يتم علاج التهاب التامور فقد يؤدي إلى بعض المشاكل الصحية، ومنها:[5]

  • الانصمام التأموري: ويعني يتراكم سوائل أكثر من المعتاد بين طبقتي التامور.مما يزيد من الضغط على القلب مما يجعله لا يستطيع الضخ بشكل صحيح، وهذا يتطلب عناية طبية عاجلة، وقد يؤدي تركه دون علاج إلى الوفاة.
  • الخراج: وهو تراكم القيح إما داخل القلب أو في التامور.
  • انتشار العدوى: كما هو الحال مع أي عدوى، يمكن أن تنتشر العدوى من التامور إلى أجزاء أخرى من الجسم وتصيب الدم.

يؤثر التهاب التامور على الغشاء الذي يُحيط بالقلب، مما يُسبب تهيجّه وتورمّه، وقد يؤدي ذلك إلى أعراض عديدة أهمّها ألم حاد أو يُشبه الطعن في الصدر، وقد يحدث أسباب غير معروفة أو بسبب التهابات فيروسية، وتتوفر العديد من العلاجات التي قد تكون فعّالة في تخفيف الأعراض.

المصادر:

  1. Pericarditis – Symptoms and causes – Mayo Clinic. (2022, April 30). Mayo Clinic. https://www.mayoclinic.org/diseases-conditions/pericarditis/symptoms-causes/syc-20352510
  2. Professional, C. C. M. (n.d.). Pericarditis. Cleveland Clinic. https://my.clevelandclinic.org/health/diseases/17353-pericarditis
  1. What is Pericarditis? (2023, May 4). www.heart.org. https://www.heart.org/en/health-topics/pericarditis/what-is-pericarditis
  2. Hecht, M. (2022, February 21). All About Pericarditis. Healthline. https://www.healthline.com/health/pericarditis#diagnosis
  3. Pericarditis. (n.d.). Better Health Channel. https://www.betterhealth.vic.gov.au/health/conditionsandtreatments/pericarditis#complications-of-pericarditis
Tags: No tags

Add a Comment

Your email address will not be published. Required fields are marked *