تصلب الشرايين وارتفاع ضغط الدم

يعد تصلب الشرايين حالة تصبح فيها الشرايين التي تحمل الأكسجين والمواد المغذية من القلب إلى بقية الجسم سميكة ومتصلبة وتفقد مرونتها، مما قد يعيق تدفق الدم إلى الأعضاء و الأنسجة، وقد ينشأ تصلب الشرايين عن العديد من الأسباب، ومن أهمها ارتفاع ضغط الدم، الذي يحدث عندما تزداد قوة دفع الدم ضد جدران الأوعية الدموية بشكلٍ مستمر. فما علاقة تصلب الشرايين وارتفاع ضغط الدم؟ وما أعراض وأسباب تصلب الشرايين وارتفاع ضغط الدم؟ وكيف يتم علاجهما؟ هذا ما يجيبكم الدكتور إسلام أبو سيدو استشاري أمراض القلب والشرايين عليه في المقال الآتي.

العلاقة بين تصلب الشرايين وارتفاع ضغط الدم

عندما ينبض القلب، فإنه يدفع الدم عبر الشرايين في الجسم بأكمله، وعندما يكون هناك ارتفاع في ضغط الدم فإن ذلك يُشكل ضغطًا على بطانة الشرايين الرقيقة، مما قد يتسبب بتلفها، لذا يتطلب تصلب الشرايين مع مرور الوقت.

وذلك لأن البطانة التي تضررت قد تسمح بتراكم المزيد من الدهون الضارة (LDL) وخلايا الدم البيضاء على جدار الشريان، مما يؤدي في النهاية إلى تكون طبقة أو لويحة تسد الشرايين.

إلا أن هذا لا يعني أن كل شخص مصاب بارتفاع ضغط الدم قد يعاني ضرورة من تصلب الشرايين، كما أن تصلب الشرايين لا يصاحبه دائمًا ارتفاع في ضغط الدم.

أعراض تصلب الشرايين وارتفاع ضغط الدم

حقيقةً فإن حالات تصلب الشرايين الخفيف لا تسبب أي أعراض عادةً، وكذلك فإن ارتفاع ضغط الدم لا يُسبب أعراض واضحة، إلا ترك ترك كلاهما دون علاج أو تأخر التشخيص قد يؤدي لظهور أعراض، أو تطور مضاعفات مرتبطة بأعراض معينة، ومن أبرز هذه الأعراض ما يلي:

صداع شديد.
ألم في الصدر وصعوبة في التنفس.
دوخة.
الغثيان والتقيؤ.
عدم وضوح الرؤية.
طنين في الأذنين.
نزيف من الأنف.

أسباب تصلب الشرايين وارتفاع ضغط الدم

غالبًا ما تحدث هذه الحالات مع التقدم في السن، إلا أن ارتفاع مستويات الكوليسترول في الدم قد يؤدي إلى تصلب الشرايين في سن أصغر، وتشمل العوامل الأخرى التي تساهم في تطور هذه الحالات ما يلي:

مرض السكري.
عدم ممارسة الرياضة.
زيادة الوزن أو السمنة.
التدخين.
التاريخ العائلي للإصابة بتصلب الشرايين وارتفاع ضغط الدم.

علاج تصلب الشرايين وارتفاع ضغط الدم

قد تساهم تغييرات نمط الحياة، مثل اتباع نظام غذائي صحي وممارسة الرياضة، في تخفيف هذه المشاكل، لكن في بعض الأحيان، قد لا تكون كافية وتكون هناك حاجة لأخذ الأدوية أو اللجوء إلى إجراءات جراحية، ويشمل علاج تصلب الشرايين وارتفاع ضغط الدم ما يأتي:

الأدوية

وتشمل ما يأتي:

أدوية ضغط الدم: قد لا تساعد أدوية خفض ضغط الدم في علاج تصلب الشرايين، إنما تساهم في السيطرة على ضغط الدم وبالتالي الحد من أو تخفيف المضاعفات المتعلقة بالمرض، وقد تشمل أدوية ضغط الدم ما يأتي:

مدرات البول، مثل فيوروسيميد (Lasix).
حاصرات بيتا، مثل أتينولول.
مثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين، مثل كابتوبريل.
حاصرات مستقبلات الأنجيوتنسين، مثل كانديسارتان.
حاصرات قنوات الكالسيوم، مثل أملوديبين.
حاصرات ألفا-1، مثل دوكسازوسين.
منبهات مستقبلات ألفا-2، مثل ميثيل دوبا.
موسعات الأوعية الدموية، مثل هيدرالازين.

الستاتينات وأدوية الكوليسترول الأخرى: حيث يمكن لخفض مستويات الدهون الضارة أن يبطئ أو يوقف أو حتى يعكس تراكم الرواسب الدهنية في الشرايين، مما يمنع تصلب الشرايين وارتفاع ضغط الدم المترتب عليه.
الأسبرين: يساعد الأسبرين على تمييع الدم ومنع تجلطه، لذلك قد يوصي الطبيب بالعلاج اليومي بجرعة منخفضة من الأسبرين للوقاية الأولية من النوبات القلبية أو السكتة الدماغية لدى بعض المرضى.
أدوية أخرى: مثل أدوية السكري للسيطرة على مستويات سكر الدم في حالات الإصابة بالمرض.

الجراحة أو الإجراءات الأخرى

قد تكون الجراحة ضرورية في حال حدوث انسداد أو مضاعفات صحية، ولذلك قد يوصي الدكتور إسلام أبو سيدو بإجراء إحدى العمليات الجراحية الآتية:

رأب الأوعية ووضع الدعامات: يتم فيه فتح الشريان المسدود عن طريق إدخال أنبوب مرن طويل ورفيع في أحد الأوعية الدموية عن طريق الفخذ أو الرسغ، وتوجيهه إلى منطقة الانسداد، ومن ثم نفخ بالون على طرف الأنبوب لفتح الشريان، ثم يتم وضع دعامة لإبقاء الشريان مفتوحًا.
استئصال باطنة الشريان (Endarterectomy): يتم فيها إزالة اللويحة أو الطبقة من جدران الشريان الضيق.
جراحة مجازة الشريان التاجي (CABG): حيث يأخذ الجراح وعاءً دمويًا سليمًا من جزء آخر من الجسم لإنشاء مسار جديد للدم في القلب.

((لعلك تساءلت: ما هي أمراض القلب ولماذا تحدث؟))

—————————————————————————————

المراجع:

Dr Islam