في عالمنا المعاصر المليء بالضغوطات وأسلوب الحياة السريع، أصبحت الأمراض القلبية و جلطة القلب من أكثر الأمراض شيوعًا وخطورة على صحة الإنسان.
فهي من الحالات التي تهدد حياة الكثيرين، لذا فإن الوقاية منها تكون أمرًا ضروريًا للحفاظ على صحة القلب والأوعية الدموية.
في هذا المقال، يقوم الدكتور إسلام أبو سيدو أخصائي قلب وأوعية دموية بتقديم بعض النصائح والتوجيهات الهامة التي يمكن اتباعها للوقاية من الجلطة القلبية، وتحقيق نمط حياة صحي ونشط.
أهم 5 نصائح للوقاية من جلطة القلب
تعتبر جلطة القلب واحدة من أكثر الحالات الصحية خطورة، والتي قد تؤثر بشكل كبير على صحة القلب والحياة اليومية للأفراد.
وفي ضوء أهمية الوقاية من هذه الحالة، يقدم لكم الدكتور اسلام خمس نصائح بسيطة وفعّالة للمساعدة في الوقاية من الجلطة القلبية والحفاظ على صحة القلب بشكل عام، والتي تتضمن ما يلي:
اتبع نمط حياة صحي
اتباع نمط حياة صحي يعد أساسيًا للوقاية من الجلطة القلبية، ويتضمن عدة عناصر مهمة تساهم في صحة القلب وتقليل خطر الإصابة بهذه الجلطات، ومنها:
الحصول على نظام غذائي صحي يقي من جلطة القلب
يساعد اتباع نظام غذائي صحي في حماية القلب وتحسين ضغط الدم، حيث أنها تشمل خطة النمط الغذائي الصحي المفيد لصحة القلب ما يلي:
- الخضروات والفواكه.
- البقوليات والحبوب الكاملة.
- اللحوم والأسماك خفيفة الدهون.
- مشتقات الحليب قليلة الدسم أو منزوعة الدسم.
- الدهون الصحية مثل زيت الزيتون والأفوكادو.
بالإضافة إلى أنه ينصح بتقليل تناول ما يلي:
- الوجبات التي تحتوي على ملح أو نسبة عالية من الصوديوم.
- السكريات أو المشروبات المحلاة.
- الكربوهيدرات.
- اللحوم المصنعة.
- الدهون المشبَعة الموجودة في اللحوم الحمراء ومشتقات الحليب كاملة الدسم وزيت النخيل وزيت جوز الهند.
- الدهون المتحولة الموجودة في بعض الوجبات السريعة المقلية وشرائح البطاطس والمخبوزات.
ممارسة الرياضة بانتظام
تقلل الأنشطة البدنية اليومية المنتظمة من خطر الإصابة بأمراض القلب والجلطات القلبية، وتقلل أيضًا من احتمالات الإصابة بحالات مرَضية أخرى قد تسبب إجهادًا للقلب، مثل ارتفاع ضغط الدم وارتفاع الكوليسترول والإصابة بمرض السكري.
لذلك فليكن هدفك هو ممارسة الرياضة لمدة 30 – 60 دقيقة على الأقل يوميًّا، يمكنك من خلالها ممارسة:
- المشي السريع.
- الجري.
- ركوب الدراجات.
- السباحة.
الحفاظ على وزن صحي
مع زيادة الوزن -خاصة حول الخصر- يرتفع خطر الإصابة بـ الجلطة القلبية، حيث أن الشخص قد يصنف أنه يعاني من السمنة إذا كان مؤشر كتلة الجسم يصل إلى 25 أو أعلى.
لذلك قد يكون إنقاص الوزن – ولو بقدر قليل – مفيدًا للصحة، حيث أن خفض الوزن بنسبة 3% – 5% فقط يمكن أن يساعد في تقليل الدهون الثلاثية، وكذلك خفض نسبة السكر في الدم.
التوقف عن التدخين أو استخدام منتجات التبغ الأخرى لتجنب جلطة القلب
يعد التدخين من أهم عوامل الخطر المؤدية للجلطة القلبية وأمراض القلب الأخرى، لذلك أحد أفضل الأشياء التي يمكنك القيام بها من أجل قلبك هو التوقف عن التدخين، وحتى لو لم تكن مدخنًا، فاحرص على تجنب التدخين السلبي.
فالتدخين قد يلحق الضرر بالقلب والأوعية الدموية، فهو يُقلِل من الأكسجين الموجود في الدم، مما يؤدي إلى رفع ضغط الدم وسرعة القلب، وبالتالي يضطر القلب إلى العمل بشكل أقوى لضخ كمية كافية من الأكسجين للجسم والدماغ.
الحصول على نوعية نوم جيدة
الحصول على نوم جيد يعتبر جزءًا أساسيًا للوقاية من الجلطة القلبية والحفاظ على صحة القلب، حيث أن معظم البالغين يحتاجون إلى 7 ساعات من النوم على الأقل كل ليلة، لذا احرص على نيل ما يكفيك من الراحة.
هنا بعض النصائح لتحسين نوعية النوم والوقاية من الجلطة القلبية:
- حدد ساعات محددة للنوم والاستيقاظ والتزم بها يوميًا، حتى يتمكن جسمك من التكيف مع النمط الصحي للنوم.
- تأكد من أن غرفة النوم مظلمة وهادئة ومريحة، وقم بضبط درجة الحرارة بحيث تكون مناسبة للنوم المريح.
- قبل النوم بوقت، حاول تجنب استخدام الهواتف الذكية والشاشات الكبيرة، لأن ذلك قد يقلل من جودة النوم.
- إذا كنت تعاني من مشاكل في النوم مثل انقطاع النفس النومي، فقد تكون هذه علامة على زيادة خطر الإصابة بالجلطة القلبية، استشر طبيبك إذا كنت تشك في وجود مشاكل في النوم للحصول على التقييم والعلاج المناسب.
التعامل مع التوتر بشكل جيد للوقاية من جلطة القلب
يمكن أن يكون التوتر المستمر مرتبطًا بارتفاع ضغط الدم وعوامل خطر أخرى للأمراض القلبية، وهو ما يستوجب التعامل معه بجدية، لذا يمكنك تعزيز صحتك من خلال إيجاد طرق أخرى للتغلب على التوتر، مثل:
- ممارسة التمارين الرياضية.
- ممارسة تقنيات الاسترخاء.
- التركيز الذهني.
- التأمل.
- اليوجا.
وفي حال الشعور بفقدان السيطرة على التوتر الشديد، يجب على الشخص الخضوع لفحص طبي، فقد يرتبط التوتر المستمر بأمراض نفسية، مثل القلق والاكتئاب، والتي بدورها قد تؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم وانخفاض معدل تدفق الدم إلى القلب.
فإذا كنت تعتقد أنك مصاب بالاكتئاب أو القلق، فمن الضروري أن تتلقى علاجًا مناسبًا.
زيارة الطبيب بانتظام وإجراء الفحوصات بشكل دوري
زيارة الطبيب وإجراء الفحوصات بانتظام هي جزء أساسي من الرعاية الصحية الوقائية من الجلطة القلبية.
لذلك ينبغي للأفراد الذين يعانون من عوامل خطر مثل ارتفاع ضغط الدم ومستويات الكوليسترول العالية ومرض السكري والسمنة، استشارة الطبيب بانتظام لتقييم صحة القلب والأوعية الدموية.
حيث أنه يمكن للطبيب التوصية بإجراء الفحوصات المناسبة للكشف المبكر عن أي تغيرات تتطلب علاجًا أو تعديلات في نمط الحياة.
إجراءات وقائية للوقاية من جلطة القلب في الحياة اليومية
هذه بعض الإجراءات الوقائية التي تساعد في الوقاية من الجلطة القلبية بشكل فعّال:
ارتداء ملابس وجوارب واسعة
تساعد الملابس والجوارب الواسعة على تحسين تدفق الدم في الجسم وتقليل فرص تكوّن الجلطات.
رفع الأقدام قليلًا عن مستوى القلب بين الحين والآخر
يمكن رفع الأقدام قليلاً عن مستوى القلب باستخدام وسادة أو كرسي مريح لتحسين تدفق الدم وتخفيف الضغط على الأوعية الدموية.
تغيير وضعية الجلوس باستمرار خصوصًا أثناء السفر
من المهم تغيير وضعية الجلوس بشكل منتظم أثناء السفر الطويل لتحفيز تدفق الدم وتقليل فرص تكوّن الجلطات.
عدم الجلوس أو الوقوف لساعات طويلة
الابتعاد عن الجلوس أو الوقوف بشكل متواصل لأكثر من ساعة، لذلك يُنصح بأخذ استراحة قصيرة كل ساعة لتحريك الجسم وتنشيط تدفق الدم.
عدم الجلوس بوضعية وضع الرجل فوق الرجل الأخرى
يُفضل تجنب هذه الوضعية أو الجلوس عليها لفترات طويلة، حيث يمكن أن يعيق هذا تدفق الدم في الأوردة ويزيد من فرص تكون الجلطات.
تجنب استخدام الوسائد تحت الركبة
يُنصح بعدم وضع وسائد تحت الركبة أثناء النوم لتجنب ثني الساقين بزاوية حادة، حيث أنه يؤثر على تدفق الدم.
رفع الرأس عند النوم باستخدام الوسائد
يمكن رفع الرأس قليلاً عند النوم باستخدام وسادة إضافية لتقليل ضغط الدم في الأوعية الدموية وتحسين تدفق الدم.
الالتزام بالأدوية الموصوفة من قبل الطبيب للوقاية من جلطة القلب
يجب على الأشخاص الذين يعانون من حالات صحية تتطلب استخدام الأدوية الالتزام بتعليمات الطبيب والاستمرار في تناولها كما هو موصوف للحفاظ على صحة القلب والوقاية من الجلطات.
متى يجب طلب العناية الطبية الفورية؟
هناك عدة أعراض قد تشير إلى حدوث جلطة قلبية، وفي هذه الحالة، يجب الذهاب إلى الطبيب فورًا أو استدعاء خدمة الطوارئ.
ومن أبرز العلامات التي تدل على حدوث الجلطة، ما يلي:
- ألم مفاجئ أو ضغط مؤلم في منطقة الصدر.
- ألم أو تنميل في الذراعين أو الكتفين أو الرقبة أو الفك.
- ضيق التنفس أو الشعور بضيق زائد في الصدر.
- الشعور بالتعب الشديد.
- خفقان القلب.
- التعرق البارد.
- الغثيان.
- الدوار.
- الصداع.
في ختام هذا المقال، يجدر التأكيد على أن الوقاية هي الأساس في الحفاظ على صحة القلب والوقاية من الجلطة القلبية.
وتذكر أن القلب هو محرك الحياة، فلنجعله ينبض بقوة وصحة دائمة.
المصادر:
- Strategies to prevent heart disease. (2023, August 17). Mayo Clinic. https://www.mayoclinic.org/diseases-conditions/heart-disease/in-depth/heart-disease-prevention/art-20046502
- Lifestyle changes to prevent a heart attack. (2024, January 9). www.heart.org. https://www.heart.org/en/health-topics/heart-attack/life-after-a-heart-attack/lifestyle-changes-for-heart-attack-prevention
- Website, N. (2023a, July 31). Prevention. nhs.uk. https://www.nhs.uk/conditions/heart-attack/prevention/
- Professional, C. C. M. (n.d.-l). Heart disease prevention. Cleveland Clinic. https://my.clevelandclinic.org/health/articles/17385-heart-disease-prevention-and-reversal